27 - 07 - 2024

كلام والسلام| عاشت دماغك.. حرة مستقلة

كلام والسلام| عاشت دماغك..  حرة مستقلة

الله يرحمك يا ناصر يا زعيمنا؛ ويبشبش الطوبة اللى تحت راسك يا سادات يا مؤمن؛ ويفك كربك يا مبارك يا قائد الضربة الجوية؛ ويفك أسرك يا مرسى؛ ويكتبلك السلامة يا سيسى.

والمعنى أنك قد تكون ناصريا وتؤمن بالناصرية وسلطة الشعب؛ أو أن ما أخذ بالقوة لايسترد الا بالقوة؛ وأن الحل فى وحدة العرب صفا واحدا وفى التصنيع والعدالة الأجتماعية؛ وأن الشر الأعظم فى الرأسمالية والإمبريالية؛ ورأس الشر أمريكا وإسرائيل؛ والأهم أنك ستؤمن بالتعليم المجانى والدعم وحق الفقير قبل الغنى؛ لأن الفقراء أحباب الله. 

أما إذا كنت ساداتيا، فإنك مع فتح الباب على مصراعيه وترك الحبل على غاربه للسوق المفتوح؛ وحق الغنى قبل الفقير فى الحقوق لأنه وببساطة مصدر دخل للدولة. واللى ما أغتناش فى عهدى عمره ما هيغتنى. وستؤمن بالطبع بالتفاوض وبالسلام وبأن تعيش البلد هانئة مستقرة بلا حروب ولا وجع دماغ؛ ولاتنسى هنا أن تؤكد بأن التعليم المجانى زمنه راح؛ وبأن القطاع العام وحقوق العمال حبر على ورق؛ وبأن الأولوية لرجال الأعمال. 

أما اذاكنت من أنصار مبارك و"ولا يوم من أيامك يامبارك"؛ فأنك مع الخصخصة لأقصى مدى ومع الفاسدين والمرتشين ومع التوريث، وإيه يعنى ماهى بريطانيا ودول الخليج بتورث، ومحدش قال عليهم حرامية ولافاسدين ولا واكلين وناهبين لثروات شعوبهم. 

أما إذا كنت من الجماعة، فأنت طائع صاغر للمرشد وللتعاليم ؛ وبأن مصر لايصلح معها إلا حكم الجماعة؛ وأن الحل هو الإسلام، ولو كان مجرد شعار على ورق لا يساوى الحبر الذى كتب به؛ وياريت كل موظفى الدولة ومؤسساتها يمسكها رجال ونساء الإخوان. وأنت معهم وطنك لاحدود له و"طز" فى مصر وفى العروبة. 

أما إذا كنت سيساويا، فإنه لا كرامة ولا محبة ولا تكريم الا للزعيم الذى حمى مصر من كهنوت وجبروت الجماعة؛ وأبدلها من حال الى حال وماشى بيها للأمام وبكره تشوفوا مصر 

ومع كل هؤلاء الذين لايمثلون مع كثرتهم الا جزء يسير من 90 مليون مصرى؛ ستجد المصرى البسيط الذى لاهو ناصرى ولاساداتي ولامباركي ولا من أتباع الجماعة ولا حتى سيساويا؛ ولسان حاله الذى ينطق به ويعبر عنه؛ يقول لك فى عبارات قاطعة: سيبك ياعم من كل دول كل واحد بياكل منها حتة؛ ولايبقى إلا أنا الغلبان الكحيان الذى يعانى الأمرين مع مطلع كل صباح مع العيشة واللى عايشينها؛ ومع غلاء أسعار كل شئ من مواصلات وسكر وزيت ورز، واللحمة اللى باتفرج عليها فقط مع وعد منى بشراء ولو قطعة منها فى يوم من الأيام؛ ومع طلبات العيال وأم العيال اللى ما بتنتهيش أبدا؛ ومع رزالات الإعلاميين والسياسيين داخل البرطمان وخارجه؛ واللى بتصورك الأمور وكأننا من كوكب تانى خالص

فكك ياعم.. وخليك على وضعك.
-----------------------
بقلم: خالد حمزة

مقالات اخرى للكاتب

كلام والسلام | عن .. الحمير